الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فقد كان للأم منزلة عظيمة عند العرب في جاهليتهم، ودل على ذلك آثار كثيرة، منها:
- قصة "سعد بن أبي وقاص" -رضي الله عنه- مع أمه عندما امتنعت عن الطعام والشراب عسى أن ترده بذلك عن دينه.
- وقصة "مصعب بن عمير" -رضي الله عنه- أيضًا مع أمه.
- وكذا وصية أمامة بنت الحارث لابنتها في يوم زفافها... إلى آخر ذلك من الأمثلة.
- وجاء الإسلام بنوره وهدايته؛ فزاد هذا الأمر شدة، ووصى بالوالدين، وقدَّم الوالدة في البر على الوالد إلا أنه جعل طاعتهما في المعروف كما قال الله -تعالى-: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) (لقمان:15)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ) (متفق عليه).
كانت القرون الخيرية على صلاح ودين يتقون الله -تعالى- في أمورهم، يعلمون ما عليهم من واجب فيؤدونه لصاحبه، وما لهم من حق قد يتسامحون فيه؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ) (رواه البخاري).
فوردت نماذج في بر الوالدين -خاصة الأم- تُشعر بأن الكَنة -زوجة الابن- كانت تُنزِل حماتها منزلة أمها منها، وأن الحماة تنزل كنتها منزلة ابنتها منها، وكذا حماها، وهذا هو الواجب؛ فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: "أَنْكَحَنِي أَبِي امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ فَكَانَ يَتَعَاهَدُ كَنَّتَهُ فَيَسْأَلُهَا عَنْ بَعْلِهَا فَتَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ مِنْ رَجُلٍ لَمْ يَطَأْ لَنَا فِرَاشًا وَلَمْ يُفَتِّشْ لَنَا كَنَفًا مُذْ أَتَيْنَاهُ" (رواه البخاري)، أرادت: لم يقربها.
- وحديث كبشة بنت كعب في صبها الوضوء على حماها أبي قتادة -رضي الله عنه- حديث صحيح.
- فكلما اقترب الناس من دينهم قلت مشاكلهم، وجعل لهم منها فرجًا ومخرجًا، وإذا ابتعدوا عن دينهم غيَّر الله ما بهم، كما قال الله -تعالى-: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الأنفال:53)، (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد:11).
قال الدكتور الصباغ:
"يبدو أن الناس فيما مضى -ولعوامل متعددة- كانوا يُراعون حق والدي الزوج رعاية مبالغًا فيها قد تدخل الجور على الزوجة في كثير من الأحيان عدوانًا وظلمًا، ولكن الأمر بعد اختلاطنا بالكفرة وتأثرنا بحضارتهم التي حطمت فيما الأسرة اختلف؛ أصبح الظلم يصيب الوالدين، وهو إن وجد ينصب أكثر ما ينصب على الأم.
لئن كنا في الماضي بحاجة إلى تذكير الزوج بحقوق الزوجة مع مراعاة بر الوالدين إلا أننا اليوم بحاجة إلى تذكير شبابنا برعاية الموازنة بين حقوق الوالدين، وحقوق الزوج وإلى تحذيرهم من العقوق.
إن كثيرًا من المآسي الاجتماعية والعائلية تقع بسبب الإخلال بهذا التوازن المطلوب، والخسارة الكبرى والإثم العظيم يقع على الزوج أولاً عندما يقع في غضب الجبار، ويدخل النار" نظرات في الأسرة المسلمة ص101 نقلاً عن عودة الحجاب.
- وساعدت الأفلام في ذلك الوقت -بتشجيع الاستعمار- على إشعال معارك وهمية لا وجود لها بين الحموات والكنات، وصوَّرت الحموات بصورة شنيعة جدًا، قد تكون موجودة في البعض دون الآخر، وقد تكون حالات انفرادية لا عموم لها إلا أن سياسة الطـَرق المستمر جعلتها مشكلة حقيقية، وظاهرة مرضية تحتاج إلى علاج.
وعلاجنا لا يكون إلا في الالتزام بالشرع، وفي رجوعنا إلى ما أصلح أولنا كما قال الإمام مالك -رحمه الله-: "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها".
أولاً: نصيحة وتذكير إلى الزوج الابن:
لقد وصاك الله -تعالى- بوالديك والإحسان إليهما -خاصة عند الكبر-، بإيصال كل قول وفعل حسن، والابتعاد عن ضدهما؛ قال الله -تعالى-: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) (الإسراء:23-24).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: (أُمُّكَ). قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: (ثُمَّ أُمُّكَ). قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: (ثُمَّ أُمُّكَ). قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: (ثُمَّ أَبُوكَ) (رواه البخاري ومسلم).
- وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: جِئْتُ أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَتَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ. فَقَالَ: (ارْجِعْ عَلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا) (رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني).
- وعن معاوية بن جاهمة -رضي الله عنه- أَنَّ جَاهِمَةَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ وَقَدْ جِئْتُ أَسْتَشِيرُكَ. فَقَالَ: (هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟). قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: (فَالْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا) (رواه أحمد والنسائي، وقال الألباني: حسن صحيح).
- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ: عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ وَوَأْدَ الْبَنَاتِ وَمَنْعًا وَهَاتِ. وَكَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا: قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ) (متفق عليه).
- ويزداد البر بالأم إذا كانت آمت من زوجها، ورغبت عن الزواج تربية لأولادها وعدم تضييعهم.
ولك في سلفك الصالح أسوة حسنة في هذا الباب:
- كان أبو هريرة -رضي الله عنه- من أبر الناس بأمه.
- وكان عروة بن الزبير -رحمه الله- يدعو في صلاته وهو ساجد: "اللهم اغفر للزبير بن العوام، وأسماء بنت أبي بكر"، يعني والديه.
- وقال عامر بن عبد الله بن الزبير -رحمه الله-: "مات أبي فما سألت الله حولاً إلا العفو عنه".
وكان الإمام أبو حنيفة -رحمه الله- بَرًا بوالديه، وكان يدعو لهما، ويستغفر لهما مع شيخه حماد، وكان يتصدق كل شهر بعشرين دينارًا عن والديه".
- ولما ضرب -رحمه الله- على أن يلي القضاء بكى، وقال: "أبكي غمًا على والدتي"! -رحم الله الجميع-.
أيها الابن الزوج:
- أنت المسئول عن العلاقة بين أمك وزوجتك؛ فإن وجدت زوجتك منك برًا بوالديك كانت بَرة بهما، وإن وجدت ضد ذلك كانت عاقة بهما. فينبغي أن تظهر برك لهما أمامها، وأن تحسن الحديث عنهما لها، وأن تشترط عليها أن سعادتك وحسن معاملتك لها في حسن معاملتها لوالديك -خاصة أمك-.
- وينبغي أن تعلم أن التصرفات -غالبًا- تتغير بعد الزواج لاسيما مع وجود هذه الخلفية الثقافية السيئة في المعاملة بين الزوجة وحماتها؛ فتكون الأم شديدة الحساسية فتَحمل أي تغير من ابنها تجاهها على زوجته.
وهنا تأتي اللباقة وحسن التصرف منك:
1- المحافظة على السرية الزوجية، وألا تخرج مشكلة لأحد.
2- الزيادة في البر المادي والمعنوي كالهدايا والزيارات والاتصال الدائم والتكريم والتبجيل الكبير؛ ليشعرا أن البر كما هو، بل زاد بالزواج، وكل أدرى بزوجه فربما مع بعض الزوجات يكون الأولى كتمان البر المادي -والله أعلم-.
3- أن تصارح والديك بأي جديد قد يحمل على غير محامله، وأن تسارع إلى تبيينه وتوضيحه قبل أن يوسوس الشيطان.
4- تقوية الصلة بالله -تعالى- التي تدفع إلى طاعة الله وإعطاء كل ذي حق حقه، والحذر من الذنوب والمعاصي.
5- أن تقدم الزوجة الهدية لأمه.
6- الإحسان إلى زوجتك ومعاشرتها بالمعروف طاعة الله -تعالى- ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ فهذا دافع عظيم لمراعاتها حق والديك، وشكر هذا المعروف؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى امْرَأَةٍ لاَ تَشْكَرُ لِزَوْجِهَا وَهِيَ لاَ تَسْتَغْنِي عَنْهُ) (رواه النسائي في السنن الكبرى والبزار في مسنده، وصححه الألباني).
7- الإحسان إلى أهل زوجتك؛ ليكون عندها بالمثل.
- واحذر العقوق فإنه كبيرة مهلكة، وعقوبة معجلة كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (اثنان يعجلهما الله في الدنيا: البَغْيُ والعقوق) (رواه الطبراني، وصححه الألباني).
وقال جبريل -عليه السلام- للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "واعمل ما شئتَ فإنك مُجْزَى به" (رواه الحاكم والبيهقي، وصححه الألباني)، وكثيرة قصص هؤلاء الذين انتقم الله منهم بعقوقهم لوالديهم، وتفضيل زوجته وولده عليهما، وجعلهم عبرة لم يعتبر.
- وإن أنسى فلا أنس وأنا صغير أني رأيت رجلاً وزوجته يحملان أمه يلقيانها خارج البيت مهددًا: "إياك أن تعودي إلى هنا"!! وتمر السنون ويخرج الله -تعالى- لهما ابنًا عاقًا يذيقهما أصناف السب والعذاب جزاءً وفاقًا، وكما تدين تدان.
ثانيًا: نصيحة وتذكير إلى الزوجة الكنة:
من حق زوجك عليك أن تَبري أهله من والدين وإخوة وأن تؤثري رضاه على رضاك، ومن رضاه: إرضاؤك لوالديه، وإكرامك لهما وفاءً وإحسانًا وشكرًا، وتقوية لآصرة المودة والرحمة.
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ لاَ يَشْكُرِ النَّاسَ لاَ يَشْكُرِ اللَّهَ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
- والزوجة الصالحة تعين زوجها على أمر دينه كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لِيَتَّخِذْ أَحَدُكُمْ قَلْبًا شَاكِرًا وَلِسَانًا ذَاكِرًا وَزَوْجَةً مُؤْمِنَةً تُعِينُ أَحَدَكُمْ عَلَى أَمْرِ الآخِرَةِ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني).
- تعينه على الصلاح والإيمان وبره بوالديه كما كانت امرأة من الصالحات تقول لزوجها: "أقسمت عليك ألا تدخل النار من أجلي، بر أمك، صل رحمك لا تقطعهم فيقطع الله بك" صفة الصفوة 4/437.
- والزوجة الصالحة تنزل حماتها أم زوجها منها منزلة أمها، فتبرها كما تبر أمها؛ فتخدمها كما تخدم أمها، وألا ترى في ذلك غضاضة أو ثقلاً ومما يعين على ذلك أن تجعله لله -تعالى-، واسترضاءً لزوجها، وبذلك تكون المرأة حبيبة إلى قلب زوجها، وسيعظم الله عملها هذا، فتزداد المودة والمحبة، ويسود الهدوء والطمأنينة بينهما، ولا شك أنه سيعامل أهلها كذلك.
- وقد تبتلى الزوجة الصالحة بحماة أو بأحماء "أهل الزوج" ليسوا على خلق حسن، فواجبها في هذا الحال الصبر على البلاء، وأن تدفع السيئة بالحسنة كما أمر الله -عز وجل-: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ . وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصلت:34-35).
- وأن تنظر إلى الجوانب الطيبة في حماتها دون السيئة؛ لتستبقي زوجها وبيتها مع الدعاء، وما شيء على الله بعزيز.
- ويجب عدم الطاعة في المعصية، ورد ما يغضب الله برفق مع الصبر على الأذى. والله المستعان.
ثالثًا: نصيحة وتذكير إلى الحماة:
تعلم الحماة الصالحة أنه لابد لابنها أن يتزوج، وأنه لابد أن ينتقل عن بيتها إلى بيته، وأن هذه سنة سنها الله -تعالى- فتسعى لاختيار كنة صالحة لابنها الصالح تنظر إليها على أنها ابنة من بناتها، وعضو جديد من أعضاء أسرتها، وأنها زوجة ابنها، وأم أحفادها، وأنها سبب العفة والسعادة لابنها الذي تحبه، وتحب له السعادة والعيش الطيب الهنيء؛ فتسعى -جهدها- لإحسان معاملتها وإكرامها، ويظهر قلبها الكبير بعطفه وحنانه عند الجفاء والحلم الغزير عند التعجل والطيش، والحصافة والذكاء عند الجهل.
- وأن تنظر إليها دائمًا كما تحب أن تنظر إلى ابنتها في بيتها، وفي طريقة تعاملها مع زوجها ومع حماتها.
- وأن تحذر من الخواطر الشيطانية السيئة أن ابنها قد انشغل عنها بزوجته، وأن كنتها حرمتها من ابنها.
- وترد على ذلك بأنه لا يمكن لابنها البار بها أن يفعل ذلك أو يرضي بأن يتدخل أحد بينه وبين أمه، أو يسمح لها بالحديث عن أمه.
- وأنه لا يمكن للزوجة الصالحة التي تعرف حق ربها وحق زوجها، وحق والديه أن تحرض زوجها على والديه.
- وحذار أيضًا من التدخل في حياة ابنك الخاصة، وفي بيت كنتك، فالبيت هو مملكة الزوجة وعشها الدافئ تتصرف فيه تصرف الملكة، ترتبه كما تحب، وتنظمه كما تحب وتريد، كما كانت الحماة من قبل زوجة وتحب ذلك، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ) (رواه مسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ) (متفق عليه).
- وإن كان من تدخل فيكون على سبيل النصيحة والاقتراح لا الفرض والأمر.
وقد تُبتلى الحماة بكنة على غير خلق حسن فماذا تفعل؟
- عليها أن تدفع سيئها بالحسن كما أمر الله -تعالى-، وأن تعظها وتخوفها بالله -تعالى- عسى أن تتعظ وترتدع.
- وألا ترفع شيئًا من ذلك لابنها.
- إن رأت الحماة من ابنها ظلمًا لكنتها أو انحرافًا تقف في وجه الظلم بنصرة ابنها من نفسه، ونصرة كنتها المظلومة وهذا مما يُحسب لها، وكم من الكنات سعيدات جدًا مع حمواتهن لما يجدن معهن من حنان وحب ورأفة قد افتقدته عند زوجها أو عند أمها.
هذا والله تعالى أعلم.
إذا قام كل منا بالحق الواجب عليه تجاه أصحابه لن تكون هذه المشاكل، وسيغير الله -تعالى- أحوالنا إلى ما يحب ويرضى، والله المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين.
الكاتب: عصام حسنين
المصدر: موقع صوت السلف